اعلى الدول في معدلات إدمان على الهواتف الذكية
أعلى الدول في معدلات إدمان الهواتف الذكية
أصبح إدمان الهواتف الذكية ظاهرة متزايدة الانتشار في العصر الحديث، حتى بات يُنظر إليه كأحد أشكال الإدمان السلوكي الذي يحمل أضرارًا ومخاطر مشابهة لتلك المرتبطة بإدمان المخدرات وأشكال الإدمان الأخرى. فبينما كانت الهواتف المحمولة وسيلة للتواصل والعمل والترفيه، تحولت بمرور الوقت إلى مصدر أساسي يُغذي إدمان ملايين الأشخاص حول العالم.
في محاولة لفهم أبعاد هذه الظاهرة، أجرت جامعة ماكجيل في كندا دراسة واسعة نُشرت في مجلة Computer in Human Behavior، تناولت استخدام الهواتف الذكية لدى حوالي 35,000 شخص في 24 دولة مختلفة حول العالم، وذلك خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2020. وقد ركزت الدراسة بشكل خاص على فئة الشباب، حيث بلغ متوسط أعمار المشاركين حوالي 28.8 سنة، وكانت نسبة النساء بينهم حوالي 60%.
ما الذي كشفت عنه الدراسة؟
كشفت النتائج عن قائمة بالدول التي تعاني من أعلى معدلات الإدمان على الهواتف الذكية، حيث جاءت الصين في الصدارة، تلتها المملكة العربية السعودية وماليزيا. وتوضح الدراسة أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الدول المتقدمة فحسب، بل تشمل أيضًا الدول النامية.
الدول العشر الأكثر إدمانًا على الهواتف الذكية (بالترتيب):
- الصين: احتلت المرتبة الأولى في معدل إدمان الهواتف الذكية، ربما نتيجة للتوسع الهائل في تكنولوجيا الهواتف المحمولة وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
- المملكة العربية السعودية: ارتفاع نسبة الشباب في المملكة إلى جانب الانتشار الواسع للهواتف الذكية أسهم في تعزيز هذا الإدمان.
- ماليزيا: يتزايد استخدام الهواتف الذكية بشكل ملحوظ بين الفئات العمرية الشابة، ما يجعلها في المرتبة الثالثة عالميًا.
- البرازيل: يعتبر استخدام الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لدى الكثير من البرازيليين، خاصة في الفئات العمرية الصغيرة.
- كوريا الجنوبية: على الرغم من كونها دولة متقدمة في مجال التكنولوجيا، إلا أن الإدمان على الهواتف الذكية يشكل تحديًا كبيرًا هناك.
- إيران: الاستخدام المكثف للهواتف المحمولة وتطبيقات التواصل الاجتماعي يضع إيران ضمن القائمة.
- كندا: على الرغم من تنوع الأنشطة الترفيهية والثقافية، إلا أن الهواتف الذكية تحتل مكانة خاصة بين الشباب الكندي.
- تركيا: يعاني المجتمع التركي أيضًا من هذه الظاهرة، خاصة بين المراهقين والشباب.
- مصر: مع التوسع في استخدام الإنترنت وتوافر الهواتف الذكية بأسعار معقولة، ارتفعت نسبة الإدمان بشكل ملحوظ.
- نيبال: قد يبدو مفاجئًا للبعض، لكن نيبال - التي تشتهر باحتضانها أعلى قمة على وجه الأرض، جبل إيفرست - تعاني أيضًا من انتشار هذه الظاهرة بشكل متزايد.
ما الذي يدفع لهذا الإدمان؟
تتعدد الأسباب التي تجعل الأفراد عرضة للإدمان على الهواتف الذكية، بدءًا من الرغبة في البقاء على اتصال دائم بالأصدقاء والعائلة، مرورًا بالبحث عن المتعة والترفيه، وصولًا إلى الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. وبالطبع، تختلف نسبة الإدمان من دولة إلى أخرى تبعًا للعادات الاجتماعية والثقافية ومدى انتشار التكنولوجيا.
تأثير العلامات التجارية:
من المثير للاهتمام أيضًا أن نلاحظ أن حصة الهواتف الذكية في هذه الدول تتفاوت وفقًا لتفضيلات المستخدمين، حيث تتنافس العلامات التجارية الكبرى مثل هواوي، أوبو، شاومي، آبل، وسامسونج على جذب انتباه المستخدمين بأساليب تسويقية مبتكرة ومنتجات متنوعة.
خاتمة:
على الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها الهواتف الذكية، إلا أن الإدمان عليها بات يمثل تحديًا حقيقيًا يواجه المجتمعات في جميع أنحاء العالم. ويبقى السؤال هنا: هل سيستطيع الناس يومًا ما تحقيق توازن صحي بين استخدام الهواتف الذكية وبين حياتهم اليومية؟ أم أن هذا الإدمان سيستمر في التفاقم ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا؟