هل يمكنك التمييز بعد الآن؟ أصوات الذكاء الاصطناعي أصبحت مطابقة للبشر تمامًا!
في وقتٍ ما، كان بإمكان أي شخص أن يميز بسهولة بين صوت الإنسان الحقيقي وصوتٍ آليٍّ مصطنع، لكن يبدو أن هذا الزمن قد ولى إلى غير رجعة!
فوفقًا لدراسة حديثة أجرتها جامعة كوين ماري في لندن، أصبحت الأصوات المُنشأة بالذكاء الاصطناعي — أو ما يُعرف بـ الأصوات العميقة Deepfake — واقعية لدرجة أن المستمع العادي لم يعد قادرًا على التفريق بينها وبين الأصوات البشرية الحقيقية.
البحث الجديد قارن بين تسجيلات لأشخاص حقيقيين وأصوات تم إنشاؤها باستخدام تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة. بعض هذه الأصوات كانت “نسخًا” من أصوات بشر حقيقيين (بموافقتهم)، والبعض الآخر تم توليده بالكامل من نموذج صوتي ضخم دون أن يكون له نظير بشري.
المفاجأة؟
المشاركون في الدراسة لم يتمكنوا من التمييز بدقة بين الصوت الحقيقي والمزيف — بل إن بعض الأصوات الاصطناعية بدت أكثر سيطرة وثقة من تلك البشرية!
إنشاء صوت واقعي... في دقائق فقط!
تقول الدكتورة نادين لافان، الباحثة المشاركة في الدراسة، إن إنشاء نسخة مطابقة من صوت أي شخص أصبح أمرًا في غاية السهولة:
“كل ما نحتاجه هو بضع دقائق من التسجيلات الصوتية، بعض البرامج المتاحة للجميع، ومبلغ زهيد جدًا — لنحصل على نسخة شبه مثالية من الصوت الحقيقي.”
هذا التقدّم المذهل لا يثير الإعجاب فقط، بل أيضًا الكثير من القلق. فبينما تفتح هذه التقنية أبوابًا جديدة للإبداع والتعليم والمساعدة الصوتية، إلا أنها تثير مخاوف كبيرة تتعلق بالأمن، والاحتيال، وانتحال الهوية، وحتى نشر المعلومات المضللة.
بين الخطر والفرصة
يؤكد الباحثون أن التكنولوجيا نفسها ليست “شريرة”، بل طريقة استخدامها هي ما يحدد أثرها. فالأصوات الاصطناعية يمكن أن تُستخدم في:
-
تسهيل التواصل لذوي الاحتياجات الخاصة
-
تطوير أدوات تعليمية صوتية مخصصة
-
إنشاء محتوى تفاعلي وشخصي أكثر واقعية
لكن في المقابل، يمكن أن تُستغل أيضًا في خداع الناس أو تزييف الحقائق بطرق يصعب كشفها.
لقد دخلنا رسميًا عصرًا جديدًا لا يمكن فيه الوثوق تمامًا بما نسمعه! فصوت الشخص الذي تتحدث معه عبر الهاتف، أو المذيع في مقطع فيديو، قد لا يكون إنسانًا على الإطلاق.
بقلم: فريق مدونة الجوهرة
نتابع في "الجوهرة" أحدث التطورات في عالم الذكاء الاصطناعي والتقنية، لنقرّب لك المستقبل بخطوات واقعية وواضحة.